الرحمن الرحيم (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24(
)ص 259(
تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25(
وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (26(
يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء (27)سورة ابراهيم
الكلمه الطيبه وكيف تعالج اخطائنا
الخطأ
سلوك بشري لا بد ان نقع فيه حكماء كنا أو جهلاء وأيضا ليس من المعقول ان يكون الخطأ صغيرا فنكبره ونضخمه إذن لابد من معالجه الخطأ بحكمه ورويه وأي كان الامر فاننا نحتاج بين وقت واخرالى مراجعة أساليبنا في معالجه الاخطاء قبل أن نفكر في كيفية معالجة الأخطاء يجب علينا ان نقتنع أن الخطأ ليس عيبا وكلنا يخطيئ ويصيب وكل عمل مميز كان او غير ذلك فيه من الايجابيات و السلبيات أي مواطن قوة وضعف كما ان من يحرص على تقديم العون لنا في ايضاح السلبيات او مواطن الضعف سواء عن طريق الاشراف الإداري أي تحت نطاقه أو زميل مهنة يريد لنا الخير و الصالح العام فان من يحرص على الصالح العام وتطوير العمل لابد ان يميز بين مواطن القوة و الضعف ليعزز القوة و يعالج الضعف وليس عيبا ولا يقلل من القيمة أن يقال للرجل أن هذا خطأ وهذا صواب و لكن من الخطأ الحقيقي و عيب على االرجل أن يضحك عليه و يمدح ويثنى عليه بما ليس فيه عنده تصبح سعادته وهميه ووقتيه تنتهي مع ظهور أول مشكلة على السطح عندها يتخلى المادحون عن مدحهم ويتحولون إلى معاتبين أكثر بعكس الحريصين على الصالح العام فهم يقدمون لك القوة والضعف وعليك التفاعل معهم لان في ذلك سعادتك وعند حدوث مشكلة تاكد انهم سيقفون بجوارك لصدقهم ومحبتهم فيك وفي عملك
ولمعالجه الأخطاء فن خاص بذاته يقوم على عده قواعد
القاعده الاولـــى (اللوم للمخطئ لا يأتي بخير غالباً ) تذكر ان اللوم لا يأتي بنتائج ايجابيه في الغالب فحاول ان تتجنبه و كما يقول انس بن مالك رضي الله عنه (انه خدم الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنوات ما لا مه على شيء قط ) فاللوم مثل السهم القاتل ما ان ينطلق حتى ترده الريح علي صاحبه فؤذيه ذالك ان اللوم يحطم كبرياء النفس ويكفيك انه ليس في الدنيا احدا يحب اللوم
القاعده الثانيـــة (أبعـد الحاجز الضبابي عن عين المخطئ ) المخطئ أحيانا لا يشعر انه مخطئ فكيف نوجه له لوم مباشر وعتاب قاسي وهو يرى انه مصيب اذا لا بد ان نزيل الغشاوه عن عينيه ليعلم انه على خطأ وفي قصه الشاب مع الرسول صلى الله عليه وسلم درس في ذلك
القاعده الثالثــه (استخدام العبارات اللطيفه في اصلاح الخطأ ) انا كلنا ندرك ان من البيان سحراً فلماذا لا نستخدم هذا السحر الحلال في معالجه الاخطاء فمثلا حينما نقول للمخطئ (لو فعلت كذا لكان افضل) (ما رأيك لو تفعل كذا) (أنا اقترح ان تفعل كذا ما وجهة نظرك) أليست أفضل من قولنا يا قليل التهذيب والادب ألا تسمع ألا تعقل أمجنون أنت كم مره قلت لك فرق شاسع بين الاسلوبين إشعارنا بتقديرنا واحترامنا للاخر يجعله يعترف بالخطأ ويصلحه
القاعده الرابـعــه ( ترك الجدال أكثر اقناعا ) تجنب الجدال في معالجه الاخطاء فهي اكثر واعمق اثرا من الخطا نفسه وتذكر انك بالجدال قد تخسر لان المخطئ قد يربط الخطا بكرامته فيدافع عن الخطاء بكرامته فيجد في الجدال متسعا و يصعب عليه الرجوع عن الخطافلا نغلق عليه الابواب ولنجعلها مفتوحه ليسهل عليه الرجوع عن الخطا
القاعده الخـامسه ( ضع نفسك موضع المخطئ ثم ابحث عن الحل ) حاول ان تضع نفسك موضع المخطئ و فكر من وجهة نظره وفكر في الخيارات الممكنه التي ممكن أن يتقبلها فاختر منها ما يناسبه
القاعده السادسـه (ماكان الرفق في شئ إلا زانه) بالرفق نكسب ونصلح الخطا ونحافظ على كرامه المخطئ وكلنا يذكر قصه الاعرابي الذي بال في المسجد كيف عالجها النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق حتى علم الاعرابي انه علي خطا
القاعده السابعــة (دع الاخرين يتوصلون لفكرتك) عندما يخطئ الانسان فقد يكون من المناسب في تصحيح الخطا ان تجعله يكتشف الخطا بنفسه ثم تجعله يكتشف الحل بنفسه و الانسان عندما يكتشف الخطا ثم يكتشف الحل و الصواب فلا شك انه يكون اكثر حماسا لانه يشعر ان الفكره فكرته هو
القاعده الثامنـة (عندما تنتقد أذكر جوانب الصواب) حتى يتقبل الاخرون نقدك المهذب و تصحيحك بالخطا اشعرهم بالانصاف خلال نقدك انظر كيف كان الرسول ينتقد و يظهر جوانب الصواب قال الرسول صلى الله عليه وسلم لزياد ثكلتك امك يازياد اني كنت لاعدك من فقهاءالمدينه فالانسان قد يخطئ ولكن قد يكون في عمله نسبه من الصحه لماذا نغفلها
القاعده التاسعـة ( لا تفتش عن الأخطاء الخفيه) حاول أن تصحح الأخطاء الظاهره ولا تفتش عن الاخطاء الخفيه لانك بذ لك تفسد القلوب لان الله سبحانه وتعالى نهى عن تتبع عورات المسلمين
القاعده العاشرة (استفسر عن الخطا مع احسان الظن) عندما يبلغك خطا عن انسان فتثبت منه واستفسر عنه مع حسن الظن به فانت بذالك تشعره بالاحترام و التقدير كما يشعر هو بالخجل وان هذا الخطا لا يليق بمثله كأن نقول وصلني انك فعلت كذا ولا اظنه يصدر منك
القاعده الحاديه عشرة (امدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب) مثلا عندما تربي ابنك يكون كاتبا مجيدا فدربه علي الكتابه واثني عليه واذكر جوانب الصواب فانه سيستمر حتما
القاعده الثانيه عشـرة (تذكر أن الكلمه القاسية في العتاب لها كلمة طيبه مرادفه تؤدي المعنى نفسه) عند الصينيين مثل يقول نقطه من عسل تصيد ما لا يصيد برميل من العلقم ولنعلم أن الكلمه الطيبه تؤثر والكلام القاسي لايطيقه الناس
القاعده الثالثه عشـر (أجعل الخطأ هينا و يسيرا وابني الثقه في النفس لإصلاحه ) الاعتدال سنه في الكون أجمع وحين يقع الخطأ فليس ذالك مبررا في المبالغه في تصوير حجمه
القاعدة الرابعه عشر ( تذكر أن الناس يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقولهم ( وأخيـــرا فن معالجه الأخطاء فن لابد أن ندرك أهميته
عامل الناس على انهم بشر يخطئون ويصيبون ، وليسوا ملائكة معصومين
قال صلى الله عليه وسلم ( كل بني آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون(
فلا تسرف في العتاب ولا تعنف في الخطاب قبل ان تعرف الدوافع والأسباب
وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم حاطب بن ابي بلتعة رضي الله عنه عن سبب وقوعه في خطئه وذكر عظيم فضله وانه يحتمل منه
ما لا يحتمل من غيره ولقد جعلها سنة أقتفى أثره فيها من بعده من قادة الدعوة في التعامل مع المخطئين فابو بكر رضي الله عنه
يغفر لمسطح خطاءه ويرد عليه فضله وصلته
وهناك عشرة معايير في محاسبة الرائد لأفراده على أخطائهم ينبغي ان تكون واضحة اذ بواسطتها يستطيع ان يزن الاسلوب
والوسيلة التي يستخدمها في عملية المحاسبة كماً وكيفاً وهي
أولاً - مقدار الخطأ ( كبير / يسير /
ثانياً - كرره
ثالثاً - أسبابه ودوافعه / هوى/ جهل / خطأ/
رابعا - فضل صاحبه وقيمته في الدعوة ( بذله وتضحيته / ومنزلته /
خامساً - علاقتك به ( كلما كانت العلاقة به قوية كنت اقدر على محاسبته والتثريب عليه(
سادساً - قدمه في الدعوة( مبتديء / داعية قديم (
سابعاً - المكان والوقت الذي وقع فيهما الخطأ
ثامناً - طبيعة المخطيء النفسية ( حساس تكفيه النظرة أم غير ذلك (
تاسعاً - موقف المخطيء من الخطأ / نادم / غير مكترث/ مكابر /
عاشراً - قوة إيمانه وعمق تفكيره وبعد نظره
كيف نعالج اخطائنا
كيف نطور انفسنا
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24)
/ص 259/
تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25(
وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (26(
يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء (27(